للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال فَعِل قول الشاعر١:

حَذِرٌ أمورًا لا تضير وآمن ... ما ليس منجيَه من الأقدار

أنشده سيبويه، والقدح فيه من وضع الحاسدين.

ومن إعمال فعل قول زيد الخيل٢:


١ قائله هو أبو يحيى اللاحقي, وهو من الكامل.
اللغة: "حذر" -بفتح الحاء وكسر الزاي- خائف, "لا تضير" من ضار يضير يعني: ضر يضر, "منجيه" اسم فاعل من أنجى إنجاء, "الأقدار" جمع قدر.
المعنى: يقول: إن هذا الشخص يكثر الحذر والخوف من أمور ليس فيها ضر، ويأمن ما لا ينجيه من قضاء الله وقدره.
الإعراب: "حذر" خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو حذر، وفيه ضمير مستتر فاعل, "أمورا" مفعول لحذر, "لا" نافية, "تضير" فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر والجملة في محل نصب صفة لأمور, "وآمن" معطوف على حذر، وفيه ضمير مستتر فاعل, "ما" اسم موصول مفعول لآمن, "ليس" فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر, "منجيه" خبر ليس, والهاء مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله, "من الأقدار" متعلق بمنجيه، وجملة ليس واسمها وخبرها لا محل لها صلة الموصول.
الشاهد فيه: "حذر أمورا" حيث أعمل "حذر" وهو من صيغ المبالغة عمل الفعل, فنصب المفعول وهو "أمورا".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٣٤٢/ ٢, وابن عقيل ٨٨/ ٢, والمكودي ص٩٦, وابن الناظم، وذكره سيبويه ٥٨/ ١, وابن يعيش ٧١/ ٦, والشاهد ٦٠٥ في خزانة الأدب.
٢ قائله هو زيد الخيل الذي سماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد الخير، وكان يلقب بالخيل؛ لكثرة خيوله, وهو من الوافر.
وتمامه:
جحاش الكرملين لها فديد
اللغة: "مزقون" جمع مزق -بفتح الميم وكسر الزاي- وهو مبالغة مازق من المزق، وهو شق الثياب ونحوها, "عرضي" -بكسر العين- وعرض الرجل: جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه, "جحاش" -بكسر الجيم- جمع جحش وهو ولد الحمار, "الكرملين" -بكسر الكاف- اسم ماء في جبل طيئ, "فديد" -بالفاء- الصوت. =

<<  <  ج: ص:  >  >>