للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال الموصوف قوله١:

أزور امرأ جما نوال أعده ... لمن أَمَّهُ مستكفيا أزمة الدهر

وهذان القسمان غريبان:

ومثال المجرد غيرهما "الحسن وجه".

إذا تقرر هذا, فاعلم أن الصفة تعمل في السببي الرفع والنصب والجر مع أل ودون أل, فلها ستة أحوال. وكل منها على أحد عشر تقديرا في المعمول فهذه ست وستون صورة كلها جائزة إلا ما لزم منها إضافة ما فيه أل إلى الخالي من أل, ومن إضافة إلى المعرف بها أو إلى ضمير المعرف بها فيمتنع "الحسن وجهه" و"الحسن وجه أبيه" و"الحسن وجه أب" و"الحسن وجه" ونحوها.

ويجوز نحو: "الحسن الوجه"؛ لأنه معرف بأل, و"الحسن وجه الأب"؛ لأنه مضاف إلي المعرف بها, و"الكريم الآباء الغامر جودهم"؛ لأن جودا مضاف إلى ضمير المقرون بها، ذكره في التسهيل٢.


١ قائله: لم أقف على قائله, وهو من الطويل.
اللغة: "جما" -بالجيم وتشديد الميم- عظيما, "نوال" -بفتح النون- العطاء, "لمن أمه" قصده, "أزمة الدهر" شدته.
الإعراب: "أزور" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر, "امرأ" مفعول به, "جما" صفة لامرئ, "نوال" فاعل بجم, "أعده" فعل ماض والفاعل ضمير مستتر وضمير الغائب مفعول به والجملة صفة لنوال, "لمن" اللام حرف جر ومن اسم موصول والجار والمجرور متعلق بأعد, "أمه" أم فعل ماض وفاعله ضمير مستتر وضمير الغائب مفعول والجملة لا محل لها صلة الموصول, "مستكفيا" حال من الضمير المستتر في أم، وفيه ضمير مستتر فاعل, "أزمة" مفعول به لمستكف, "الدهر" مضاف إليه.
الشاهد فيه: "جما نوال أعده" حيث جاء معمول الصفة المشبهة التي هي "جما" نكرة موصوفة بجملة، وهذه النكرة المعمولة للصفة المشبهة هي "نوال" وصفتها هي جملة "أعده".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٣٥٧/ ٢.
٢ التسهيل ص١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>