للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: إذا وقع أفعل التفضيل خبرا, كثر حذف "من" ومجرورها بعده نحو: {.... ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} ١.

وإن لم يكن خبرا, قل الحذف كالحال والصفة٢.

الثالث: قوله: "صله" يقتضي أنه لا يُفصل بين أفعل وبين من، وليس على إطلاقه، بل يجوز الفصل بينهما بمعمول أفعل.

وقد فُصل بينهما بلو, وما اتصل بها كقوله٣:

ولفوكِ أطيب لو بذلت لنا ... من ماء موهبة على خمر


١ من الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.
٢ مثال الحال:
دنوتِ وقد خِلناكِ كالبدر أجملا ... فظل فؤادي في هواك مضلِّلا
أي: دنوت أجملَ من البدر.
ومثال الصفة:
تروَّحي أجدر أن تقيلي ... غدا بجنبي بارد ظليل
٣ قائله: لم أقف على اسم قائله, وهو من الكامل.
اللغة: "أطيب" أعذب, "بذلت" سخيت, "موهبة" -بفتح الميم وسكون الواو وفتح الهاء أو كسرها- نقرة في الجبل يستنقع فيها الماء, والجمع مواهب.
الإعراب: "ولفوك" الواو للقسم والمقسم به محذوف, و"فو" مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الستة والكاف مضاف إليه, "أطيب" خبر المبتدأ, "لو" يجوز أن تكون حرف تمن أو تكون شرطية, "بذلت" فعل ماض وتاء خطاب المؤنثة فاعله, "لنا" متعلق ببذل, وإن كانت لو شرطية، فالجواب محذوف, "من ماء" جار ومجرور متعلق بأطيب, "موهبة" مضاف إليه, "على خمر" متعلق بمحذوف صفة لماء موهبة.
الشاهد فيه: "أطيب" فإنه أفعل التفضيل، وقد فصل بينه وبين من الجارة للمفضول بلو.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٣٨٥/ ٢، وذكره السيوطي في الهمع ١٠٠٤/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>