للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثالثة: أن كلا لا يضاف في التوكيد إلى ظاهر، وعلى ذلك نصوص النحويين, وذكر في التسهيل١ أنه قد يستغنى عن الإضافة إلى الضمير بالإضافة إلى مثل الظاهر المؤكد بكل، وجَعَلَ منه قول كثير٢:

............... ... يا أشبهَ الناس كلِّ الناس بالقمر


١ التسهيل ص١٦٤.
٢ قائله: كثير عزة, وهو من البسيط.
وصدره:
كم قد ذكرتُكِ لو أُجزَى بذكركم
اللغة: أجزى: مضارع مبني للمجهول من الجزاء، وهو المكافأة.
الإعراب: "كم" خبرية بمعنى كثير، وهي اسم مبني على السكون إما في محل رفع على أنه مبتدأ، وإما في محل نصب على أنه مفعول مطلق عامله ذكر, أي: ذكرتك ذكرا كثيرا، أو في محل نصب على أنه مفعول فيه لتأوله بالوقت, أي: ذكرتك في أوقات كثيرة, "قد" حرف تحقيق, "ذكرتك" ذكر فعل ماض والتاء ضمير المتكلم فاعل والكاف ضمير المؤنثة المخاطبة مفعول به والجملة في محل رفع خبر كم إن جعلتها في محل رفع مبتدأ، فإن جعلتها في محل نصب فهذه الجملة لا محل لها لأنها ابتدائية, "لو" حرف دال على التمني أو حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب, "أجزى" فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا, "بذكركم" جار ومجرور متعلق بأجزى وذكر مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله، وإن قدرت لو شرطية فجوابها محذوف: لو أجزى بذكري إياكم لاسترحت, "يا أشبه" حرف نداء ومنادى منصوب بالفتحة الظاهرة, "الناس" مضاف إليه, "كل" توكيد للناس, "بالقمر" جار ومجرور متعلق بأشبه.
الشاهد فيه: "الناس كل الناس" فكلمة "كل" توكيد للناس, ومن حق الكلام أن يضيف لفظ التوكيد إلى ضمير غيبة عائد على المؤكد فيقول: يا أشبه الناس كلهم.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٠٤/ ٢.
وذكره السيوطي في الهمع ١٢٣/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>