للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

احتشادها في هذه الأسواق، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقصدها أول دعوته, ويعرض نفسه على القبائل في هذه المواسم.

كان أعظم ما يحدو العرب في الجاهلية على قصد تلك الأسواق ما قدمت لك من قيام كثير منها في الأشهر الحرم, ولشيوع الأمن حرمة للشهر، ولأن مواسم بعض الأسواق كعكاظ ومجنة وذي المجاز تقع في أيام حجهم وهي أعمر أسواق العرب بمختلف القبائل يأتونها من كل أوب ومعهم خيرات بلادهم, وتلك ميزة لا تتمتع بها بلدة غير مكة ولا قوم غير قريش، وقد امتن الله عليهم بذلك فقال:

{أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} ١.

وقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} ٢.

وافقت هذه المواسم زمن الحج٣, واختلط أمرها بشعائره "فمنى


١ سورة القصص: ٥٧.
٢ سورة العنكبوت: ٦٧.
٣ ما زال الحج الموسم الأكبر للتجارة في الأقطار العربية الكبرى، في أيامه تنشط الحركة التجارية ويكثر البيع والشراء وتستنفد المخازن العربية بضائعها يستهلكها الحجاج الذين يقصدونها من القاصية أجناسا شتى، فصينيون وأتراك وبخاريون وفرس وهنود وأفغان وقفقاسيون ومغاربة و ... وتعظم =

<<  <   >  >>