للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتهيأت لينزل بها القرآن الكريم على أفصح وجه, وأبلغه وأتمه كمالا وسلاسة وجمالا.

وكان الشعراء الذين ينظمون لينشدوا بعكاظ، يتوخون اللغة المجمع على فصاحتها، والتي صار لها من النفوذ والشيوع ما للغات العامة اليوم، فكأن لهجة قريش هي اللهجة الرسمية بين لهجات الجزيرة كلها, حتى اليمن والحيرة وغسان١.

أما العادات فما أمرها بالذي يحتاج إلى شرح وتبيين، فإن كل اختلاط بين فريقين لا بد أن ينتهي بأثر في كل منهما؛ فاليمني يقبس شيئا من أخلاق الحجازي، والنجدي يحمل ألوانا من عادات العماني أو الحيري ... وهلم جرا.

وكذلك قل في الدين، بل إن أثر هذا الاختلاط في الدين أبلغ؛ لقيام الجميع بمناسك واحدة يؤمهم فيها قريش أهل الحرم٢.


١ لكن هناك أسواقا على الحدود في شمال الجزيرة كانت مسارب لكثير من الدخيل والمعرب، ثم لفساد اللغة حول عهد الفتوح كسوق الأبلة وسوق الأنبار وسوق الحيرة.
٢ ليست هذه الظاهرة "الجمع بين الأهداف الدينية والتجارية" قاصرة على أهل الجزيرة ولا على زمن الجاهلية، بل تكاد تكون سمة عامة في الحضر والبدو حتى هذه الأيام. فازدهار القدس في أعياد الميلاد بالزوار والتجار، ومواسم =

<<  <   >  >>