في بيعها وشرائها ودينها واجتماعها وسياستها وحربها وسلمها، وفخرها وأدبها ولغتها وشعرها وعاداتها. وقد حرصت على أن أحافظ على عبارة كبار المؤلفين الذين استقيت هذه المعلومات من كتبهم كالأصفهاني والطبري وابن عبد ربه وابن سعد وابن هشام ... إلا ما رأيت أن الحاجة تضطرني فيه إلى شيء من التعديل يسير, وفي الثانية ترى كذلك أحوال العرب في الإسلام بالتفصيل المتقدم. واعلم أن حوادث المربد التي سأعرضها عليك يختلف زمن وقوعها بين سنة ست وثلاثين للهجرة وأواخر القرن الثاني الهجري.
لسنا نجد اتفاقا بين قدامى المؤلفين في عدد هذه الأسواق ولا في تحديد أزمنتها؛ فبينا نرى القلقشندي "في صبح الأعشى" يعدها ثمانيا "١/ ٤١٠" نرى اليعقوبي في تاريخه "١/ ٣١٣، ٣١٤" والبغدادي في خزانته "٤/ ٣٦٠ السلفية" يعدانها عشرا، ثم يختلفان عليها فيذكر كل منهما بعضا ويترك بعضا. وجعلها التوحيدي في "الإمتاع والمؤانسة ١/ ٨٥" إحدى عشرة، بينا نراها عند المرزوقي تبلغ سبع عشرة سوقا "الأزمنة والأمكنة", ثم يأتي الألوسي فيذكر منها في بلوغ الأرب أربع عشرة.
وأقدم المؤلفين وهو محمد بن حبيب, المتوفى سنة ٢٦٨هـ صاحب