كتاب أسواق العرب في الجاهلية والإسلام

الباب الثالث: أسواق العرب - مدخل - ص: 211

كتاب "المحبَّر" عدّ منها اثنتي عشرة١.

أما الهمداني فنحن معه في حيرة؛ لأنه يقول في كتابه صفة جزيرة العرب "ص١٧٩": أسواق العرب القديمة وقد ذكرناها: عدن, مكة، الجند، نجران، ذو المجاز، عكاظ، بدر، مجنة، منى، حجر اليمامة، هجر البحرين، الروض، روضة دعمي، روضة الأجداد ... إلخ, ثم يسرد أعلاما تبلغ الخمسين.

فطالعت الكتاب المطبوع كله, فلم أجد للأسواق التي قال: إنه ذكرها, ذكرا أبدا.

ولما رجعت إلى ياقوت في كثير من هذه الأعلام لم أجد لها ذكرا البتة. فأيقنت في نفسي أن في هذه الطبعة تشويشا, فإن عده الأسواق ينتهي في السطر الثاني عند قوله "هجر البحرين" ثم يستأنف كلاما

---

١ نشر هذا الكتاب بعد صدور طبعتنا الأولى بسنوات, وكان الفضل في اطلاعي على فصل أسواق العرب من كتابه المحبر حين صدور الطبعة الأولى من كتابنا هذا، لصديقي المستشرق المرحوم "كرنكو", إذ أرسل إلي الفصل مصورا سنة ١٩٣٧م, ففقد مني ثم أرسله إلي بخطه بعد أن نشره بمطبعة حيدر آباد سنة ١٣٦١هـ/ ١٩٤٢م. ولم يبعد صديقي حين كتب إلي يقول: "إن أصل هذه الأخبار "يعني: أخبار أسواق العرب" كلها باب في كتاب المحبر لمحمد بن حبيب في النسخة الوحيدة المحفوظة في المتحف البريطاني" و"لا شك بأن المرزوقي سرق عباراته منه, فزاد أشياء غير مهمة".