جديدا عن الرياض بادئا بروضة دعمي, ثم ينتقل خلاله إلى المياه، وجميع هذه في الكتاب المطبوع ذكرت تحت عنوان "أسواق العرب", وكان على الناشر "المستشرق الأوروبي" أن يتنبه إلى تغير البحث فيفرد كل بحث تحت عنوان خاص, ولا يحشرها جميعا في جريدة الأسواق.
وسنذكر لك في هذا الكتاب الأسواق المهمة التي ترحل إليها العرب, حاذفين منها ما لا خطر له, وقد بلغنا بها العشرين سوقا.
نستطيع أن نقسم هذه الأسواق أقساما ثلاثة:
١- أسواق خاضعة لنفوذ أجنبي تدار بنظم خاصة, وتتضاءل فيها الصبغة العربية كما نرى في الحيرة وهجر البحرين وعمان وغيرها من المواطن التي ترين عليها السيطرة الفارسية، وكما نرى في بصرى وأذرعات وغزة وأيلة وغيرها مما يدار بالإدارة الرومانية. والذي ينظر في هذه الأسواق عمال عرب يعينهم ولاة الفرس وولاة الرومان, وهؤلاء العمال الذين يتولون السوق هم الذين إليهم أعشار أهلها.
٢- أسواق أنشأها العرب أنفسهم بحكم الحاجة, فصارت مع الزمن تمثلهم أصدق تمثيل في عاداتهم في البيع والشراء والخصام والدين والزواج والحقوق ... ولا يشرف عليها إلا سراة أهلها. وهي مرآة العرب في الجاهلية, وبها نستطيع أن نعرف ما كان عليه العرب تقريبا في