للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

معاملتهم وعلائقهم بعضهم ببعض, وهي في أماكن لا أثر للنفوذ الأجنبي عليها، ونمثل لهذا القسم بعكاظ. ولا عاشر في هذا القسم فهو منطقة حرة، والعرب يتبايعون فيه ببيوع خاصة بهم.

٣- أسواق ذات صبغة مختلطة؛ نظرا لموقعها الجغرافي, وهي التي تكون على البحر كعدن وصحار ودبى ... وفي هذه يجتمع تجار الحبشة والهند والصين وفارس, ويضؤل فيها الطابع القومي بمقدار ما يقوى شأنها التجاري.

ومن الواجب أن ننبه هنا إلى أن أسواقا كثيرة كانت ولم يذكرها المؤلفون؛ لأنهم اقتصروا على الأسواق الموسمية التي تكون من العام إلى قابل, والتي تقصد من بعيد؛ إذ من البديهي أن كل بلدة لها سوق ولها متاع أو محصول تختص به. ومن القريب جدا أن يكون لكل قبيلة أو قبائل متجاورة سوق محلية١ تقوم في وقت معين، فكثيرا ما نجد حول كل ماء سوقا صغيرة يقيمها الضاربون حوله كما نجد مثل


١ مثل "بدر" حيث وقعت غزوة بدر الكبرى، فبدر هذه موسم من مواسم العرب المحلية, تقوم السوق قرب ماء هناك. ونحن نجد في كتب السيرة أن أبا سفيان واعد المسلمين عقب غزوة أحد أن يوافيهم ببدر من العام المقبل، فلما كان الموعد حضر المسلمون ونكل المشركون وبقي الرسول ينتظرهم ثمانية أيام، فأقام المسلمون موسما تجاريا ببدر وربحوا ثم عادوا إلى المدينة فرحين بانتصارهم, إذ خافهم عدوهم فلم يحضر، وبربح تجارتهم فأصبحوا غانمين مهيبين.

<<  <   >  >>