ومنا رئي س القوم ليلة أدلجوا ... بهوذة مقرون اليدين إلى النحر وردنا به نخل اليمامة عانيا ... عليه وثاق القد والحلق السمر فعمد هوذة عند ذلك إلى الأساورة الذين أطلقهم بنو سعد, وكانوا قد سلبوا فكساهم وحملهم ثم انطلق معهم إلى كسرى، وكان هوذة رجلا جميلا شجاعا لبيبا, فدخل عليه فقص أمر بني تميم وما صنعوا ... فقال كسرى لهوذة: "أرأيت هؤلاء الذين قتلوا أساورتي وأخذوا مالي, أبينك وبينهم صلح؟ " قال هوذة: "أيها الملك, بيني وبينهم حساء الموت وهم قتلوا أبي" فقال كسرى: "قد أدركت ثأرك، فكيف لي بهم؟ " قال هوذة: "إن أرضهم لا تطيقها أساورتك وهم يمتنعون بها، ولكن احبس عنهم الميرة فإذا فعلت ذلك بهم سنة أرسلت معي جندا من أساورتك, فأقيم لهم السوق, فإنهم يأتونها فتصيبهم عند ذلك خيلك". وأمر بالطعام فادخر بالمشقر ومدينة اليمامة, وقد أصابت الناس سنة شديدة ثم قال: "من دخلها من العرب فأميروه ما شاء" فبلغ ذلك الناس. وكان أعظم من أتاها بنو سعد, فنادى منادي الأساورة: "لا يدخلها عربي بسلاح" فأقيم بوابون على باب المشقر, فإذا جاء الرجل ليدخل قالوا: "ضع سلاحك وامتر