للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عكاظ نخل في وادٍ بين مكة والطائف على مرحلتين من مكة ومرحلة من الطائف، وموقعها جنوب مكة إلى الشرق. هذا زبدة ما يستخلص من تعاريفهم المتضاربة في عكاظ١ تقوم السوق في مكان منه يعرف بالأثيداء فيه مياه ونخل، وهو مستوٍ لا علم فيه ولا جبل إلا ما كان من الأنصاب التي كانت لأهل الجاهلية، وبها من دماء


١ من حسن الحظ أن ذهب فتحرى موضعها بنفسه باحث عربي فوصفه لنا. وهو السيد خير الدين الزركلي الشاعر في كتابه "ما رأيت وما سمعت" ص٧٩ قال: "على مرحلتين من مكة للذاهب إلى الطائف في طريق السيل، يميل قاصد عكاظ نحو اليمين، فيسير نحو نصف الساعة فإذا هو أمام نهر في باحة واسعة الجوانب يسمونها "القانس, بالكاف المعقودة" وهي موضع سوق عكاظ ... وهذه الباحة هي مجتمع الطرق إلى اليمن والعراق ومكة، وهي مرتفعة تشرف على جبال اليمن ... والواقف فيها يرى على مقربة منه موضعين مرتفعين أحدهما يسمى الدمة "بكسر ففتح" والآخر البهيتة "بصيغة التصغير" وعكاظ هو الفاصل بين الدمة والوادي الموصل إلى الطريق التي يمر بها سالكو درب السيل ... وسمعت كثيرا من أهل الطائف يقولون: إن عكاظا كان في مكان يعرف اليوم باسم "القهاوي" في وادي لية من الطائف. غير أن الشيوع يؤيد ما قلناه آنفا من أنه هو "القانس" نفسه وعليه أكثر العارفين من أهل هذه الديار".
هذا, وقد نشر الدكتور محمد حسين هيكل كتابه "في منزل الوحي" بعد صدور الطبعة الأولى من كتابنا هذا بنحو سنة، فإذا فيه بحث عن عكاظ وقد رجح المؤلف أن موضعها جنوب الطائف مستندا إلى قول "ابن رستة" =

<<  <   >  >>