ويتنافرون ويتسابقون١، والموتورين يؤمونها للبحث عن واتريهم، ومن له أسير سعى إلى عكاظ في فكاكه، ومن أراد أن يأتي عملا تعرفه له العرب عامة أتاه في عكاظ، ومن أتى مكرمة في قطر فأحب أن تخلد جاء إلى عكاظ, فشهر فيها أمره.
قال أبو ذؤيب:
إذ بني القباب على عكاظ ... وقام البيع واجتمع الألوف
وقال آخر يضرب بها المثل:
فإنك ضحاك إلى كل صاحب ... وأنطق من قس غداة عكاظها
وهجا أمية بن خلف الخزاعي حسان وأراد إيلامه, فعنونها إلى عكاظ فقال:
ألا من مبلغ حسان عني ... مغلغلة تدب إلى عكاظ
١ جلس القلمّس في عكاظ يسابق بين ابنتي الخُس قائلا: "إني سائلكما لأعلم أيكما أبسط لسانا وأظهر بيانا وأحسن للصفة إتقانا", ثم كانت الأسئلة لكل منهما حول الإبل والخيل والمعزى والسحاب والرجال والنساء: "أيها أحب إليك؟ " ثم: "أيها أبغض إليك؟ " ثم استنشدهما فأنشدتاه في الحكم وتجارب الحياة, في حوار طريف وحديث مسهب. ثم ختم المجلس بقوله: "أحسنتما وأجملتما فبارك الله فيكما" ووصلهما وحباهما. وانظر المجلس بطوله في "بلاغات النساء" ص ٥٨-٦٤ فهو قيم حافل.