للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢- جرير يبكي الفرزدق:

ولعل أفحل من بها "وبغيرها" من الشعراء في الإسلام جرير, كان إذا انتهى من أحداثه الشعرية في العراق أو الشام وملأ الأجواء بهجائه وفخره، أوى إلى بلده وقومه الذين ينافح عنهم، فأكرموا مثواه وطاروا بأشعاره، وإن مجلس جرير ليعد أحد المشاهد في سوق حجر:

"كان يوما جالسا بفناء داره في حجر, فإذا راكب أقبل فقال له جرير: "من أين وضح الراكب؟ " قال: "من البصرة" فسأله عن الخبر, فأخبره بموت الفرزدق، فقال:

هلك الفرزدق بعدما جدعته١ ... ليت الفرزدق كان عاش قليلا

فقال له المهاجر: "بئس ما قلت، أتهجو ابن عمك بعدما مات؟! لو رثيته كان أحسن بك! ". ففكر قليلا ثم قال: "والله إني لأعلم أن بقائي بعده لقليل، وإن كان نجمي ليوافق نجمه، أفلا أرثيه ... " فقيل له: "لو كنت بكيته ما نسيتك العرب".

ثم قال جرير من أبيات يرثيه:


١ جدعه: قطع أنفه.

<<  <   >  >>