للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فارس وأحاديث دياناتهم وأساطيرهم, فكان إذا جلس رسول الله يدعو قريشا إلى الإسلام ويحذرهم، خلفه في مجلسه فقص عليهم من أحاديثه التي نقلها من الحيرة، وعلمت أن لقريش رحلات وقوافل تجارية إلى الحيرة، وأن للنعمان ملك الحيرة لطائم يجهزها إلى عكاظ كل سنة. وهذا الاختلاط الشديد بين أهلها والفرس والأنباط جعل أنساب الحيريين في منزلة دون منزلة بقية أنساب العرب، حتى إن من العرب من يعير بالنسب إلى الحيرة. وانظر -إن شئت- ما كان بين قيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء في الأغاني أن قيس بن عاصم قال في عمرو: "والله يا رسول الله ما هم منا، وإنهم لمن أهل الحيرة!! " وقال فيه:

لولا دفاعي كنتمُ أعبدا ... مسكنها الحيرة فالسيلحون

فقال عمرو بن الأهتم متأثرا بهذا التعبير الذي لم يجد له ما يفي به, إلا أن ينسب خصمه إلى الروم: "بل هو يا رسول الله من الروم, وليس منا". ثم قال:

إن تبغضونا فإن الروم أصلكم ... والروم لا تملك البغضاء للعرب١

هذا, وإن نحن استرشدنا بنتف من الأخبار تأتي عرضا في


١ الأغاني ١٢/ ١٥٠.

<<  <   >  >>