للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مطاوي الكلام، عرفنا أن للحيرة شأنا تجاريا ممتازا، وأن عادة العرب جرت منذ القديم بالمتاجرة إلى الحيرة، وأنها كانت تؤمها القوافل الكبرى التي تقصد البر حاملة متاجر الهند من عمان إلى الشام، فكانت الحيرة محطة كبرى لتلك القوافل المحمّلة, وكان أكثر الطُّرَّاء عليها تجارا يختلفون إليها١.

ولما قتل الشيظم بن الحارث الغساني رجلا من قومه, وهرب إلى الحيرة تظاهر بأنه "رجل من خيبر أقبل إلى هذه البلدة بتجارة"٢.

وخرج خمسة نفر من طيء من ذوي الحجا والرأي يريدون سواد بن قارب الدوسي ليمتحنوا علمه ... "فأهدوا إليه طرفا من طرف الحيرة, فضرب عليهم قبة ونحر لهم ... "٣.

ويذكر أبو الفرج الأصفهاني أن الأعشى باع في سوق الحيرة "كرشا مدبوغة مملوءة عنبرا بثلاثمائة ناقة حمراء"٤.

مما تقدم, ومما سنذكره بعد قليل، يتبين أن للحيرة مع شأنها التجاري شأنا صناعيا راقيا حتى صارت طرفها مما يتهادى به، وليس


١ الطبري ١/ ٢٦٧٧.
٢ الأمالي: النوادر ص١٧٩, طبعة دار الكتب المصرية.
٣ المصدر نفسه ٢/ ٢٨٩.
٤ الأغاني ٩/ ١٢٥, دار الكتب.

<<  <   >  >>