للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرب يوما في بيت خمار بالحيرة, فجاء شرطي من شرط الأمير ليدخل عليه، فغلّق الباب دونه، فناداه الشرطي: "اسقني نبيذا وأنت آمن" فقال: "والله ما آمنك، ولكن هذا ثقب في الباب فاجلس عنده، وأنا أسقيك منه". ثم وضع أنبوبا من قَصَب في الثقب وصب فيه نبيذا من داخل، والشرطي يشرب من خارج الباب حتى سكر، فقال الأقيشر:

سألني الشرطي أن نسقيه ... فسقيناه بأنبوب القصب

إنما نشرب من أموالنا ... فسلوا الشرطي ما هذا الغضب١

٥- مسخ:

قد جرت الطير أيامنينا

قالت, وكنت رجلا فطينا:

هذا ورب البيت إسرائينا٢

قال أبو بكر في كتاب المتناهي في اللغة: "هذا أعرابي أدخل قردا إلى سوق الحيرة ليبيعه، فنظرت إليه امرأة فقالت: "مسخ" فقال هذه الأبيات".


١ الأغاني ١٠/ ٨٦. هذا, وقد قال عبد الملك بن مروان للأقيشر: "أنشدني أبياتك في الخمرة" فأنشده:
تريك القذى من دونها وهي دونه ... لوجه أخيها، في الإناء قطوب
كميت إذا فضت في الكأس وردة ... لها في عظام الشاربين دبيب
فقال: "أحسنت، ولقد أجدت وصفها، وأظنك قد شربتها! " فقال: "والله يا أمير المؤمنين, إنه ليريبني منك معرفتك بهذا!! ".
والقذى: الوسخ في الشراب. والكميت: الأشقر.
٢ الأمالي ٢/ ٤٤ وإسرائين: إسرائيل، أوردها القالي في فصل "ما تتعاقب فيه اللام والنون".

<<  <   >  >>