للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زاد على ما نعرف للمنازه اليوم من خطر، فقد بنيت فيه الدور الجميلة, وتفاقم أمره حتى صار من الضروري لكل أحد في عصر العباسيين أن يغشى المربد، إن لم يكن لحاجة فلترويح النفس وتمتيع البصر وترويض البدن، وحتى قال جعفر بن سليمان الهاشمي جملته المشهورة:

"العراق عين الدنيا، والبصرة عين العراق, والمربد عين البصرة، وداري عين المربد"١. وما زال في مجده هذا حتى خرب وخربت البصرة وتقلص العمران بينهما إلى أن صار بين المربد والبصرة ثلاثة أميال خراب على عهد ياقوت٢ الذي ذكره في معجمه, فقال:

"مربد البصرة من أشهر محالها. وكان يكون سوق الإبل فيه قديما ثم صار محلة عظيمة سكنها الناس، وبه كانت مفاخرات الشعراء والخطباء. وهو الآن بائن عن البصرة نحو ثلاثة أميال وكان ما بين ذلك كله عامرا وهو الآن خراب, فصار المربد كالبلدة المنفردة في وسط البرية".

نقلت قول ياقوت هذا في البصرة ومربدها؛ لأقول: إن الذي طرأ عليها من الخراب والتأخر طرأ على العراق كله؛ فمن يقرأ وصف العراق وبلدانه وجنانه ونعيمه وسكانه وعمرانه وخيراته ... في كتب


١ ثمار القلوب ص١٢٨.
٢ توفي ياقوت سنة ٦٢٦هـ.

<<  <   >  >>