للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما أنت إن قرما تميم تساميا ... أخا التيم إلا كالوشيظة في الغرم١

فلو كنت مولى الظلم أو في ثيابه ... ظلمت ولكن لا يدي لك في الظلم

ويرجع الخبر بذلك إلى جرير, فتنبسط أساريره ويعلوه البشر, إذ سمع هذين البيتين، ورأى لأول مرة كلمة إنصاف من ذلك الذي ملأ عليه الأرض هجاء وشرا, فيقول:

"ما أنصفني في شعر قط قبل هذا" يعني قوله: "إن قرما تميم تساميا".

٩- الحكم في تنافر شاعرين:

"لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة, قتلت بنو سليم وهم من قيس مقتلة من بني فهر وبني كنانة.

فلما وجه معاوية في خلافته بسر بن أرطاة الفهري لقتل شيعة علي، نهضت وجوه قيس إلى معاوية وقالوا:

"نسألك بالله والرحم ألا تجعل لبسر على قيس سلطانا, فيقتل قيسا بمن قتلت بنو سليم من بني فهر وبني كنانة يوم فتح مكة" فقال معاوية: "يا بسر, ليس لك سلطان على قيس".

سار بسر حتى أتى الطائف, فقالت له ثقيف: "ما لك علينا سلطان، نحن من قيس". فسار حتى أتى همدان وهم في جبل لهم يقال له: شبام، فتحصنت فيه همدان ثم نادوا: "يا بسر نحن همدان, وهذا شبام" فلم يلتفت إليهم، حتى إذا اغتروا ونزلوا إلى قراهم أغار عليهم فقتل, وسبى نساءهم فكن أول مسلمات سبين في الإسلام. ومر بحي من بني سعد نزول بين ظهري بني جعدة


١ الوشيظة: قطعة عظم تكون زيادة في العظم الصميم، وهم وشيظة في قومهم: حشو فيهم، والدعي لا يدخلونه عادة في الغرم.

<<  <   >  >>