للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} ١.

فسمع العباس وخالد وعثمان وغيرهم, وأطاعوا وأخذوا رءوس أموالهم. وكتب رسول الله يجيب عَتَّابا عامله على مكة بهذه الآية, وقال له في آخرها: "إن رضوا, وإلا فآذنهم بحرب"٢.

هذا ما كان من الربا في الجاهلية عامة: يبيع الرجل البيع إلى أجل مسمى, فإذا حل الأجل ولم يكن عند صاحبه قضاء، زاده وأخّر عنه. إلا أن هناك ربا خاصا كان من أثقل الأعباء على المعسرين, وهو ربا بالأضعاف الذي أشار القرآن الكريم إليه بقوله: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} ٣ وذلك أن الرجل منهم في الجاهلية يكون له على الرجل مال إلى أجل، فإذا حل الأجل وكان الذي عليه الدين ضائقا لا يجد ما يؤدي به دينه, قال صاحب المال: "زدني في المال حتى أزيدك في الأجل" فيقول الآخر: "أخِّر عني دينك, وأزيدك على مالك كذا" فيفعلان ويكون الدين


١ سورة البقرة: ٢٧٨، ٢٧٩.
٢ انظر تفسير الطبري.
٣ سورة آل عمران: ١٣٠.

<<  <   >  >>