للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفائدة الأولى: إن هذا الرسم قد اشتمل في جملته على القراءات الصحيحة بوجوهها المتشعبة.

فقد حاول الكُتَّاب -رضي الله عنهم- قدر طاقتهم أن يكتبوا الكلمة إذا كان فيها قراءتان أو أكثر بصورة تحتمل هاتين القراءتين أو الأكثر.

فإن كان الحرف الواحد لا يحتمل ذلك -بأن كانت صورة الحرف تختلف باختلاف القراءات- جاء الرسم على الحرف الذي هو خلاف الأصل، وذلك ليُعْلَمَ جواز القراءة به وبالحرف الذي هو الأصل.

وإذا لم يكن في الكلمة إلّا قراءة واحدة بحرف الأصل رُسِمَت به.

"وقد مثَّلَ الزرقاني بعد أن ذكر هذه الفائدة للكلمة تكتب بصورة واحدة, وتقرأ بوجوه متعددة, قوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَان} .

رُسِمَت في المصحف العثماني هكذا: "إن هدن لساحران" من غير نقط ولا شكل، ولا تشديد ولا تخفيف في نوني "إن، وهذان" ومن غير ألف ولا ياء بعد الذال من هذان.

ومجيء الرسم، كما ترى، كان صالحًا عندهم لأن يقرأ بالوجوه الأربعة التي وردت كلها بأسانيد صحيحة.

أولها: قراءة نافع ومن معه, إذ يشددون نون "إن", ويخففون "هذان" بالألف.

ثانيها: قراءة ابن كثير وحده؛ إذ يخفِّفُ النون في "إن", ويشدد النون في "هذان".

ثالثها: قراءة حفص إذا يخفف النون في "إن" و"هذان" بالألف.

رابعها: قراءة أبي عمرو بتشديد "إن", وبالياء وتخفيف النون في "هذين".

<<  <   >  >>