للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث العاشر: آيات القرآن وترتيبها]

[معنى الآية]

...

[المبحث العاشر: آيات القرآن وترتيبها]

عرفت فيما سبق أن القرآن الكريم قد نزل منجَّمًا في نحو ثلاث وعشرين سنة، على حسب الحوادث والوقائع ومقتضيات الأحوال.

وتعرف في هذا البحث -إن شاء الله تعالى: معنى الآية وطريق معرفتها، وسبب اختلاف العلماء في عد الآي، وفوائد معرفة الآي، وخلاف العلماء في ترتيبها، وغير ذلك مما يقتضيه مقام البحث.

[معنى الآية]

١- تطلق الآية في اللغة على المعجزة، والعلامة، والدليل، والعبرة، والأمر العجيب.

وهذه المعاني كلها مرادة في تسمية القطعة ذات المبتدى والمنتهى، المدرَجَة في السورة من القرآن.

فالآية القرآنية معجزة، يعجز الجن والإنس عن الإتيان بمثلها، إذا كانت في مثل سورة الكوثر طولًا١.

وهي أمر عجيب غاية في العجب لما لها من حلاوة وطلاوة، وتأثير خاص يأخذ بتلابيب العقول، ومجامع القلوب.

وهي علامة على أنها من عند الله تعالى، لا يسع القارئ والسامع إلّا أن يشهد بذلك طوعًا أو كرهًا.

وهي دليل قاطع على صدق من نزلت عليه؛ لأنه أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب، ولم يجلس في حياته إلى معلم.

وهي عبرة لمن اعتبر، وعظة لمن اتعظ، تقشعرُّ منها جلود الذين يخشون ربهم، وتلين قلوبهم إلى ذكر الله.


١ سيأتي مقدار المعجز من القرآن بالتفصيل عند الكلام على إعجازه -إن شاء الله.

<<  <   >  >>