للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أركان الإيمان]

ذكر المصنف أركان الإيمان السِّتة، وسنتحدث عنها بشيء من التفصيل.

قال العلامة السّعْدي -رحمه الله- في رسالته النافعة «التنبيهات اللطيفة»: «وأصلها الذي عليه تُبنى: أي: أصل هذه العقيدة هو الإيمان بهذه الأصول السِّتَّة التي صرَّح بها الكتاب والسنة في مواضع كثيرة جملة وتفصيلًا وتفريعًا، وهي المذكورة في حديث جبريل المشهور حيث قال جبريل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما الإيمان؟ فأجابه.

فهذه الرسالة من أولها إلى آخرها تفصيل لهذه الأصول الستة» (١).

ومن المواضع التي ذكر اللهُ فيها هذه الأركانَ السِّتَّةَ العظيمة قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: ١٧٧]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: ١٣٦].

فهذه خمسة أركان، والسَّادس بيَّنه اللهُ في قوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٩].

وذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سُنَّتِه في حديث جبريل المشهور، عندما سأله -عليه السلام- عن الإيمان، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيرِه وشرِّه».


(١) «التنبيهات اللطيفة» (ص ١٣).

<<  <   >  >>