«فلا عُدُولَ لأَهْل السُّنَّة والجَمَاعَة عما جاء به المرسلون؛ فإنه الصِّراطُ المستقيمُ؛ صراطُ الذين أَنْعَمَ اللهُ عَليهم من النَّبيين والصِّديقين والشُّهداء والصَّالحين».
الشرح
أي: لا ميل لأهل السنة ولا انحراف عما جاءت به الرسل من الإيمان، بل هم مُقْتَفُونَ آثارهم، مُسْتَضِيئُونَ بأنوارهم، ومن ذلك إثبات صفات الكمال لله وتنزيهه عما لا يليق به؛ فإن الرسل قد قرَّرُوا ذلك الأصل العظيم، وأما أعداء الرسل فإنهم قد عدلوا عن ذلك.
وقوله:«فإنه الصراط المستقيم» تعليلٌ لقوله: «فلا عدول لأَهْل السُّنَّة» أي: لأن ما جاء به المرسلون هو الصراط المستقيم، والصراط المستقيم هو الطريق المعتدل الذي لا تعدُّد فيه ولا انقسام، وهو المذكور في قوله تعالى في سورة الفاتحة:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: ٦]، وقوله:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام: ١٥٣]، وهو الذي ندعو الله في كل ركعة من صلواتنا أن يهدينا إليه (١).
ولا يُوَفَّق لهذا الصِّراط المستقيم ولا يَثبت عليه إلا مَنْ أطاع الله ورسوله؛ قال الله -سبحانه وتعالى- في قوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ