للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩].

قال العلامة السِّعْدي -رحمه الله-: «{فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}، أي: النعمة العظيمة التي تقتضي الكمال والفلاح والسعادة. {مِنَ النَّبِيِّينَ} الذين فضَّلهم اللهُ بوحيه، واختصهم بتفضيلهم بإرسالهم إلى الخلق ودعوتهم إلى الله تعالى. {وَالصِّدِّيقِينَ}، وهم: الذين كَمُلَ تصديقهم بما جاءت به الرسل، فعلموا الحق، وصدَّقوه بيقينهم، وبالقيام به قولًا وعملًا وحالًا ودعوة إلى الله. {وَالشُّهَدَاءِ} الذين قاتلوا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله فَقُتِلُوا. {وَالصَّالِحِينَ} الذين صَلُحَ ظاهرُهم وباطنُهم، فصلحت أعمالهم، فكل مَنْ أطاع الله تعالى كان مع هؤلاء في صحبته. {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} بالاجتماع بهم في جنَّات النعيم والأُنْس بقربهم في جِوَار ربِّ العَالمين.

{ذَلِكَ الْفَضْلُ} الذي نالوه {مِنَ اللَّهِ} فهو الذي وَفَّقهم لذلك، وأعانهم عليه، وأعطاهم من الثواب ما لا تبلغه أعمالهم.

{وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} يعلم أحوال عباده ومَن يستحق منهم الثواب الجزيل، بما قام به من الأعمال الصالحة التي تَواطأ عليها القلبُ والجوارحُ» (١).

فأَهْلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ هداهم الله لمعرفة هذا الطريق الذي هو الصِّراطُ المستقيمُ صراطُ الذين أنعم الله عليهم، ووفَّقَهم للثبات عليه، وبلزومهم لهذا الطريق النَّافع تَمَّت لهم النعمة، وصحَّت عقائدُهم، وكَمُلَتْ أخلاقُهم، أمَّا مَنْ سلك غير هذا السبيل فإنه مُنحرفٌ في عقيدته وأخلاقه وآدابه (٢).


(١) «تفسير السعدي» (ص ١٨٥).
(٢) انظر «التنبيهات اللطيفة» للسعدي (ص ٢١).

<<  <   >  >>