للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف رحمه الله:

«وقد دَخَلَ في هذه الجُملة: ما وصف اللهُ به نفسَه في سورة الإخلاص، التي تَعدل ثلثَ القرآن، حيث يقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: ١ - ٤].

وما وَصَفَ به نَفْسَهُ في أعظم آية في كتابه؛ حيث يقول: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: ٢٥٥].

ولهذا كان مَنْ قَرأ هذه الآية في ليلةٍ- لَم يَزل عليه من الله حافظٌ، ولا يَقربه شيطانٌ حتَّى يُصبح».

الشرح

ذكر العلَّامةُ ابنُ عثيمين في بيان المراد بقول المصنف: «وقد دخل في هذه الجملة» - احتمالين فقال: «يحتمل أنه يريد بها قوله: «وهو قد جمع فيما وَصَفَ وسَمَّى به نفسَه بين النفي والإثبات»، ويحتمل أن يريد ما سبق مِنْ أنَّ أَهْل السُّنَّة والجَمَاعَة يصفون الله تعالى بما وصف به نفسَه وما وصفه به رسولُه، وأيًا كان فإن هذه السورة وما بعدها داخلةٌ في ضمن ما سبق من أنَّ اللهَ- تعالى- جَمَع فيما وَصَفَ وسَمَّى به نفسَه بين النفي والإثبات، وأن أَهْل السُّنَّة

<<  <   >  >>