للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف رحمه الله:

«ثُمَّ بَعدَ هَذِهِ الفتنَةِ إِمَّا نَعِيمٌ وَإِمَّا عذَابٌ إلى أن تقومَ السَّاعةُ الكُبرى فتُعاد الأرواحُ إلى الأجساد، وتقوم القيامةُ التي أَخْبَر اللهُ بها في كتابه، وعلى لِسانِ رسولِه، وأَجْمَع عليها المُسلمون؛ فيقوم النَّاسُ من قُبُورهم لِرَبِّ العالمين حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا وتدنو الشَّمسُ منهم فَيُلْجِمُهم العَرَقُ».

الشرح

هناك دور ثلاثة: (دنيا- برزخ- آخرة).

والعلاقة بين الروح والبدن في الدار الدنيا: أن البدن هو الأصل، والروح تبع له؛ فإذا عُذِّب أو نُعِّم البدن أحس الروح بذلك تبعًا للبدن.

وفي البرزخ، فالروح هو الأصل في النعيم والعذاب والبدن تبع له.

وأمَّا في الدار الآخرة فيكتمل الاثنان (الروح والبدن)؛ فيكون النعيم والعذاب مشتركًا بين هذا وذاك.

فلا بد من فهم العلاقة بين الروح والجسد في هذه الدور الثلاثة.

قال ابن القيم رحمه الله: «الله -سبحانه وتعالى- جعل الدُّور ثَلَاثًا: دَار الدُّنْيَا، وَدَار البرزخ، وَدَار القَرار، وَجعل لكلِّ دَارٍ أحكامًا تَخْتَص بهَا، وَرَكَّب هَذَا الإنسان من بَدَنٍ وَنَفْس، وَجعل أَحْكَامَ دَار الدُّنْيَا على الأَبدَان والأرواح تبعًا لَهَا، وَلِهَذَا جَعَلَ أَحْكَامَه الشَّرْعِيَّة مُرتبَة على

<<  <   >  >>