للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة الشارح]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ مَنْ يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، ثم أما بعد:

قبل أن نشرع في بيان ما احتوت عليه هذه «العقيدة الواسطية» من مسائل وقضايا- أُحِبُّ أن أُقَدِّم ببعض المقدمات.

[المقدمة الأولى: مفهوم العقيدة]

أولى تلك المقدمات: هي ما يتعلق بشأن هذا العلم؛ علم العقيدة، فإن كثيرًا من طلبة العلم قد يدرس جزئيات هذه العقيدة دون أن يستوعب كيفية الربط بينها وبين ما يَعنيه هذا العلم؛ لذا لا بد من وضع مقدمة هنا تتعلق بأمر هذه العقيدة؛ لكي يستطيع طالب العلم أن يربط بين جزئيات المسائل وبين كلياتها.

فعلم العقيدة علم يُعنى بباطن الإنسان، فنحن إذا ما تأملنا حديث جبريل المعروف، والذي بَيَّن فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- أركان الإسلام وأركان الإيمان والإحسان، نرى أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل أركان الإسلام هي الأمور الظاهرة، وجعل أركان الإيمان هي الأمور الباطنة، ثم ذكر الإحسان، والإحسان مجموع الأمرين؛ لأن الإحسان هو إتقان الظاهر والباطن، فإذا ما أتقن الإنسان الظاهر والباطن- فإنه بذلك

<<  <   >  >>