للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَنظر بعضهم إلى بعض! فقال: «الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أن يَهُمَّهم ذلك» (١).

ثم ذكر المُصَنِّفُ بعض أهوال هذا اليوم، فقال: «وتدنو الشَّمسُ منهم فَيُلْجِمُهم العَرَقُ».

وقد صحَّ عن المِقداد بن الأسود أنَّه قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «تُدنى الشَّمْسُ يوم القيامة من الخَلْقِ حَتَّى تَكون مِنهم كَمِقْدار مِيلٍ، فَيَكُون النَّاسُ على قَدْر أعمالِهم في العَرَقِ؛ فَمِنهم مَنْ يكون إلى كَعْبَيه، ومِنهم مَنْ يكون إلى رُكبتيه، ومنهم مَنْ يكون إلى حِقْوَيْه، ومِنهم مَنْ يُلجمه العَرَقُ إلجامًا» (٢).

إلا أن هناك أناسًا يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظله، كما أخبر بذلك النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في الحديث، وهم: «إمامٌ عادلٌ. وشَابٌّ نَشَأ في طاعة الله. ورَجُلٌ قَلْبُه مُعَلَّق بالمَساجد. ورَجُلان تَحَابَّا في الله اجتمعا عليه وتَفَرَّقا عليه. ورَجُلٌ دَعَتْه امرأةٌ ذاتُ مَنصب وجَمال فقال: إني أخافُ اللهَ. ورجل تَصَدَّق بصدقةٍ فَأَخْفاها حتى لا تَعلم شِمَالُه ما تُنفق يمينُه. ورجلٌ ذَكَر اللهَ خاليًا فَفَاضَتْ عَيْناه» (٣).

وقد جاء في روايات أخرى تبين أنَّ الله يُظِلُّ في ظِلِّه في هذا اليوم العظيم الرهيب أصنافًا أخرى؛ منها:

ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله يقول يوم القيامة: «أين المُتَحَابُّون بِجَلالي، اليوم أُظِلُّهم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي» (٤).


(١) أخرجه البخاري (٦٥٢٧) ومسلم (٢٨٥٩).
(٢) أخرجه مسلم (٢٨٦٤).
(٣) أخرجه البخاري (٦٨٠٦) ومسلم (١٠٣١) من حديث أبي هريرة ?.
(٤) أخرجه مسلم (٢٥٦٦).

<<  <   >  >>