للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فضلَ الجَنَّة، ولا يُنشئ آخرين للنار التي تقول: هل من مزيد؟ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تَزال جَهنم يُلقى فيها وتقول: هل مِنْ مزيد؟ حتى يَضع ربُّ العِزَّة فيها قَدَمَه؛ فيَنزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط، بعِزَّتك وكرمك. ولا يَزال في الجنَّة فَضْلٌ حتى يُنشئ الله لها خلقًا؛ فيُسكنهم فضلَ الجَنَّة» (١).

ثم قال: «وأصنافُ ما تضمنته الدَّارُ الآخرة من الحساب والثَّواب والعِقاب والجَنَّة والنار، وتفاصيل ذلك مَذكورةٌ في الكتب المُنَزَّلة من السَّماء».

فلا شكَّ أنَّ النصوص في تفاصيل ذلك كثيرة جدًّا، بل غالبًا ما يأتي الإيمانُ بالله إلا مقرونًا بالإيمان باليوم الآخر؛ لأن الدار الآخرة هي دار القرار، ودار الخلود، وينقسم العباد فيها إما إلى جنة أبدًا، وإمَّا إلى نار أبدًا، بعد أن يُخرج من النار مَنْ شاء الله بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبشفاعة الشافعين، ثم بشفاعته سبحانه وهو أرحم الراحمين؛ فيُخرج منها قومًا لم يَعملوا خيرًا قط، كما سبق في الحديث، ويُخرج منها مَنْ كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان؛ فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَدخل أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وأهلُ النَّارِ النَّارَ»، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا مِنْ النار مَنْ كان في قلبه مِثقال حَبَّة مِنْ خردل من إيمان؛ فيُخرجون منها قد اسَوَدُّوا، فيُلقون في نهر الحياة؛ فينبتون كما تَنبت الحِبَّة في جانب السَّيل، ألم تر أنَّها تَخرج صفراء ملتوية» (٢).

وتفاصيل أهوال اليوم الآخر مَذكورةٌ في الكتب المُنَزَّلة من


(١) أخرجه البخاري (٧٣٨٤) ومسلم (٢٨٤٨).
(٢) أخرجه البخاري (٢٢).

<<  <   >  >>