للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا ما دلَّت عليه أدلة الكتاب والسُّنَّة وإجماع سَلَف الأمة؛ قال الإمام أحمد -رحمه الله-: «لا يُوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لا يُتجاوز القرآن والحديث» (١).

وقال ابن عبد البر رحمه الله: «أهل السُّنَّة مجتمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز؛ إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك، وأما أهل البدع من الجهمية والمعتزلة والخوارج فيُنكرونها ولا يحملونها على الحقيقة، ويزعمون أنَّ مَنْ أقَرَّ بها مُشَبِّه، وهم عند من أقَرَّ بها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به الكتاب والسنة وهم أئمة الجماعة» (٢).

وقال الحافظ ابن رجب: «والصواب: ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت؛ مِنْ غير تفسير لها، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك البتة» (٣).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «القول الشامل في جميع هذا الباب: أن يُوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، وبما وصفه به السَّابقون الأولون لا يُتَجاوز القرآن والحديث» (٤).

فالسلف يعتقدون أن الواجب في نصوص القرآن والسنة بما في ذلك نصوص الأسماء والصفات هو إجراؤها على ظاهرها، وذلك بأن تُفهم وَفق ما يقتضيه اللسان العربي، وأن لا يُتعرض لها بتحريف أو تعطيل كما فعل المعطلة، الذين تلاعبوا بظواهر النصوص لمجرد


(١) انظر: «المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد» (ص ١١٦).
(٢) انظر: «التمهيد» لابن عبد البر (٧/ ١٤٥).
(٣) انظر: «فضل علم السلف على الخلف» لابن رجب ص (٢٢).
(٤) «الفتوى الحموية» (ص ٦١).

<<  <   >  >>