للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما التَّحْرِيف: فهو تغيير لفظها أو صرف معناها عما أراد الله بها ورسوله، مثل أن يقول: الله استوى على العرش، أي: استولى، أو ينزل إلى السماء الدنيا، أي: ينزل أمره.

وأما مخالفتها: فبترك الأوامر أو فعل النواهي.

قال تعالى- في المسجد الحرام-: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: ٢٥]؛ فكلُّ المعاصي إلحادٌ في الآيات الشرعية؛ لأنه خروجٌ بها عما يجب لها؛ إذ الواجب علينا أن نمتثل الأوامر، وأن نجتنب النواهي؛ فإن لم نقم بذلك فهذا إلحاد» (١).

وقد تَقَدَّم الكلام عن التكييف والتمثيل في صفاته جل وعلا.

ثم بَيَّن المصنف -رحمه الله- السبب في أنَّ أهل السنة لا يُكَيِّفُونَ ولا يُمَثِّلُونَ صفاته بصفات خلقه، فقال: «لأنه- سبحانه- لا سَمِيَّ له، ولا كُفْءَ له، ولا نِدَّ له».

ومعنى تسبيح الله: تَنْزِيهه عن النَّقَائِصِ والعيوب في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.

وقوله: «لا سَمِيَّ له، ولا كُفْءَ له، ولا نِدَّ له» هذه الأسماء الثلاثة معناها متقارب، لكن كل اسم منها له اختصاص بمورد أكثر من الآخر؛ فينزه الله جل وعلا عن السَّمِيِّ والكفء والمثل؛ لأن الله يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}.

ومعنى: «لا سَمِيَّ له»: أنه لا يُساميه أحدٌ في ذاته ولا في أسمائه صفاته ولا في أفعاله، أو أنه لا يستحق أحد من الخلق مثل


(١) «شرح الواسطية» (ص ١٠٠ - ١٠٣).

<<  <   >  >>