٣ - توحيد الألوهية: وهو إفراد الله بأفعال العباد التعبدية؛ كالصلاة، والصوم، والدعاء.
ومِن المتأخرين مَنْ زاد قسمًا رابعًا على الأقسام الثلاثة السَّابقة، وسمَّاه:
٤ - توحيد الاتباع، أو توحيد الحاكمية (أي: التحاكم إلى الكتاب والسنة)، ولكن يُلاحظ على مَنْ ذكر هذا القسم أنَّ هذا القسم في الحقيقة داخل ضمن توحيد الألوهية؛ لأن العبادة لا تُقبل شرعًا إلا بشرطين هما:
١ - الإخلاص.
٢ - الاتِّباع.
كما قال تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.
ومن العلماء من قَسَّم التوحيد إلى قسمين، وهذا هو الأغلب في كلام أهل العلم المتقدمين؛ لأنهم يَجمعون بين توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وذلك بالنظر إلى أنهما يُشكلان بمجموعهما جانب العلم بالله ومعرفته عز وجل؛ فجمعوا بينهما لذلك، بينما توحيد الألوهية يُشكل جانب العمل لله.
وتَقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام راجع إلى اعتبار مُتَعَلَّق التوحيد، وتقسيمه إلى قسمين راجع إلى اعتبار ما يجب على المُوَحِّد.
فمن العلماء من يقول: التوحيد قسمان (١):
القسم الأول: توحيد المعرفة والإثبات:
ويُريد به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، وسُمِّي بتوحيد المعرفة؛ لأن معرفة الله عز وجل إنما تكون بمعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.
(١) مِمَّنْ ذكر ذلك ابنُ القيم في كتابه «مدارج السالكين» (٣/ ٤٤٩).