للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقدمة الشَّارح

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، ثم أما بعد ..

فقد بدأ المصنف رحمه الله هذه المقدمة بالإشارة إلى أهمية هذا الباب؛ فأشار أولًا إلى أن هذا الباب هو جزء وركن من أركان باب (الإيمان بالله -سبحانه وتعالى-، ومعلوم أن إيمانَ العبد وتوحيدَه لا يتمُّ إلا بأن يكون العبدُ مُوَحِّدًا لله -سبحانه وتعالى- في رُبوبيته وأسمائه وصفاته، وموحدًا له في عبادته -سبحانه وتعالى-؛ فلا بد من تحقيق هذين التوحيدين حتى يكونَ العبدُ مؤمنًا بالله تعالى، موحدًا لله.

[أقسام التوحيد]

تَنَوَّعَت عباراتُ علماء أهل السُّنَّة في التعبير عن أنواع التوحيد، ولكنها مع ذلك التنوع متفقة في المضمون، ولعل السبب في ذلك هو أن تلك التقسيمات مأخوذ من استقراء النصوص، ولم يُنص عليها باللفظ مباشرة، ولذلك فمن العلماء (١) مَنْ قَسَّم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، هي:

١ - توحيد الرُّبوبية: وهو إفراد الله بأفعاله كالخلق والرزق.


(١) انظر: «طريق الهجرتين» (ص. ٣)، و «شرح الطحاوية» (ص ٧٦)، و «لوامع الأنوار» للسفاريني (١/ ١٢٨)، و «تيسير العزيز الحميد» (ص ١٧ - ١٩).

<<  <   >  >>