للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حلم أيامه الطوال الكثيبات فلا تحرميه حلم الشباب ... أوهميه بأنه سوف يلقاك على النهر تحت ستر الضباب ... واضيئي الشموع في ذلك الكوخ وان كان كله من سراب ... ورغم إدراكه بأن اللقاء محال بعد ذلك، فأنه ينادينا " اتبعيني "؛ وقد تركت له من الذكريات الساخرة قولها له: " سأهواك حتى تجف الادمع في عيني وتنهار أضلعي الواهية "، ولكن ذلك حديث الأمس، إذ أن الهوى ما كاد يبرعم حتى دب الملال إلى قلبها؟ أو كذلك خيل إليه - ولذلك فهو يسخر من قولها " أهواك " (١) ؟.:

دب الملال إلى فؤادك مثل أوراق الخريف

أهواك! ماذا تهمسين؟ أتلك حشرجة الحفيف

في دوحة صفراء يقلق ظلها روح الشتاء!!

لا تنظري! في مقلتيك سحابتان من الجليد؟

ثم هو يسخر مرة أخرى من هذا الذي قالته، في قصيدته " نهاية " (٢) :

اضيئي لغيري فكل الدروب سواء على المقلة الشباردة

سأمضي إلى مجهل؟؟..

ثم يأخذ في تقطيع جملتها بنغمة تقطر بالألم والسخرية معا:

سأهواك حتى؟.. نداء بعيد

تلاشت على قهقهات الزمان

بقايا، في ظلمة، في مكان،

وظل الصدى في خيالي يعيد

سأهواك حتى سأهوا؟ نواح


(١) أساطير: ٥٨ (تاريخ ٣/٥/٤٨) .
(٢) أساطير: ٥٩ (تاريخ ٢٦/٥/٤٨) .

<<  <   >  >>