سوى صدى لوقفة ذلك الشاعر الإنجليزي وهو يحلم بالسفن والبحار.
كذلك فان قوله في القصيدة نفسها:
والآن تقرع المدينة البرج الوحيد
لا يمكن أن يفهم دون ان يربط الفريد دي موسيه:" دعي ساعة البرج في قصر الدوج تعد عليه لياليه المسئمات واتركينا نعد القبلات على ثغرك؟ " - أقول لا يفهم قول السياب في سياقه دون هذا الربط، لأن السياب يصور نفسه في القرية بعيدا عن المدينة، فقرع ساعة البرج يثير في نفسه ذكريات السعادة التي صورها الفريددي موسيه في البندقية، ولكن سرعان ما يتذكر السياب أن جورج صاند تخلت عن صاحبها وغدرت بعهده، ولذلك يسرع إلى القول:
دعها تحب سواي تقضي في ذراعيه النهار ... وتراه في الأحلام يعبس أو يحدث عن هواه ... فهو يرسم التناظر بينه وبين دي موسيه، وبين صاحبته وجورج صاند من طرف خفي. وهو يعرف أيضا " كيتس "، ويجد في نفسه صورة منه، لأنه كان يحس أنه سيموت مثله في سن صغيرة ويقتبس قوله في آخر قطعة كتبها (١) :
تمنيت يا كوكب ... ثباتا كهذا - أنام
على صدرها في الظلام ... وأفنى كما تغرب وقد اختار السياب أسطرا متفرقة متباعد من قصيدة كيتس، وتدل ترجمته على أنه لم يكن دقيقا في فهم الأصل ونقله.
(١) انظر أساطير: ٨٣ وقارنه بقول كيتس في Golden Treasury ص٢٢٨ - ٢٢٩.