للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين احتقار وانتهار وازورار أو " خطية "

والموت أهون من " خطية "

من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبية

قطرات ماء؟. معدنية (١)

العراق هنا لا تحققه هذه القطرات المعتصرة: واحدة، اثنتان، ثلاث.. العراق يحققه رنين قطرات أخرى.. نقود.. لمعة الموج تقول: نقود؟ كواكب الخليج: نقود؟ وعند كل رنة يردد الصدى..ود.. فتصبح " أعود ".. " العراق " لفظة تفتح مغالق النفس المتناهبة بين جمال الماضي وبؤس الحاضر ولكن لفظة " نقود " تفتح العراق المغلق؟ ولكن لا عودة لأنه لا نقود؟ هنالك عوضا عنها قطرات الدموع وهي هذه المرة تتساقط: واحدة. اثنتان. ثلاث، من عيني الواقف أمام الباب المغلق؟ الباب المغلق ذي المصراعين: العراق والنقود، لكنها ليست قطرات الماء المعدنية التي كانت تعتصرها العيون الأجنبية.

القصيدة أذن تموج النفس في صعود يتلوه هبوط (الماضي؟ الحاضر، الأمل في العودة - اليأس منها) بين لفظتي " عراق؟ نقود "، فهي صورة سجين، لسجنه بابان مغلقان، يفضي أحدهما إلى الآخر، ولا تجدي القوة السحرية البدائية أمامهما شيئا لأن الواقع أقوى من السحر. وقبل ان نغادر هذه القصيدة يجدر بنا أن فيها إلى أمرين: أولهما أن الشاعر يلتفت لأول مرة إلى المسيح والصلب:

وحملتها فأما المسيح يجر في المنفى صليبه (٢)

وهي لمحة عابرة، ولكنها ضرورية لتصور ما حدث من بعد في


(١) نفس المصدر: ١٤ - ١٥.
(٢) ديوان أنشودة المطر: ١٤.

<<  <   >  >>