للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتصلح فذه القصيدة نفسها نموذجا لبعض الاصطلاحات التي كان السياب يتناول بها قصائده، فهذا البيت:

ولعلها رأت المروج أمامها ... عريانة من ثوب عشب نام يصبح:

؟؟؟؟؟؟. ... قد جردت من برد عشب نام ولا ريب في أن كلمة " جردت " قد أكدت فيه معنى السلب؛ وهذا البيت:

فهوت تنبهها ولكن لا يعي الأموات لحن الحب والتهيام ... قد أصابه تغيير كثير فأصبح:

فهوت تشاركها الأسى وتبثها ... أشجانها قبلا ولحن هيام والتغيير يدل على انتقال من فكرة إلى أخرى مغايرة.

وثمة حادثة في هذا الدور كان لها أثرها البعيد في نفسية بدر، وهي فجيعته في صيف ١٩٤٢ بفقد إحدى جدتيه: " أفيرضى الزمن العاتي.. أيرضى القضاء أن تموت جدتي أواخر هذا الصيف، فحرمت بذلك آخر قلب يخفق بحبي ويحنو علي.. أنا أشقى من ضمت الأرض " (١) .

ولم يرفق بهذا التفجع قصيدة في رثائها، وإنما ارفق به قصيدته " في الخريف " التي تقدم الحديث عنها وقصيدة أخرى بعنوان " يوم السفر " مطلعها:

من لقلبي على القدر ... قضي الأمر بالسفر ثم عاد بعد خمسة أسابيع فكتب إلى صديقه رسالة ضمنها رثاءه لجدته (٢) :


(١) إلى خالد؛ البصرة ٢٣/ ١١/ ١٩٤٢.
(٢) نشرت في ديوان إقبال: ٧٨ (ليل ٩/٩/١٩٤٢) وتاريخ الرسالة ٢/١/١٩٤٣.

<<  <   >  >>