[فى الهلال فى ظهوره وامتلاء ربعه ونصفه وكماله، والليلة المقمرة]
١٨٩ - يقال: أهلنا بشهر كذا، ولا يقال هلَّ الشهر ولا أهل لكن أهلَّ الهلال واستهل، واستهلاله هو أن ينير كما يستهلّ الصبي فيعرف أحيّ هو أم ميت، قال حميد بن ثور (١) :
إذا الشهرُ كان لنا موعداً ... نشاب إلى القابلِ المستهَل الهاء مفتوحة.
ويقال: أهل الهلال نفسه إذا طلع، واهللنا نحن: رأيناه.
١٩٠ - ويقال لأول ليلة من الشهر: النحيرة، وقيل النحيرة آخر ليلة من الشهر لأنها تنحر الشهر الداخل؛ وغرة الشهر أول ليلة منه، سميت بذلك لأن الهلال يظهر فيها كالغرة في وجه الفرس، ويقال لآخر ليلة منه السرار لأن القمر يستسر فيها، أي ينكتم ويخفى، كما يخفى السر المكتوم، وهو محاق الشهر لأن الشهر ينمحق فيه ولا يبقى له أثر.
١٩١ - الشيخ المصنف والتشبيه لمحمد بن أبي بكر الارموي:
أما ترى مستهَلَّ الشهرِ حين بدا ... هلالُهُ والدجى تسطو غياهبُهُ
كأنما الدَّجْنُ فيه والهلالُ معاً ... شيخٌ من الزنج قد شابتْ حواجبه
(١) ورد البيت في ديوانه: ١٢٨ (نقلاً عن نثار الأزهار) .