[في آراء المنجمين والفلاسفة الأقدمين في الفلك والكواكب]
٥٧٣ - العالم عند الفلاسفة عبارة عن كل مخلوق لله عز وجل في السموات والأرض، وهما عالمان: العالم العلوي، وهو من دورة الفلك الأعلى المحيط المسمى بالفلك الأطلس إلى مقعَّر فلك القمر، والعالم السفلي وهو من فلك النار المتصل بمقعر فلك القمر إلى مركز الأرض.
وهذا العالم السفلى يسمى عندهم " عالم الكون والفساد " وهو أربعة أجرام تسمى " الأركان " و " الاسطقصات " و " العناصر "، أعلاها النار ثم الهواء ثم الماء ثم الأر؛ وحركتها مستقيمة من الوسط وإلى الوسط، يستحيل بعضها إلى بعض على الدوام والاستمرار فمتى كيفت النار استحالت هواء، ومتى كيف الهواء استحال ماءً، ومتى كيف الماء استحال أرضاً، وبالعكس ش لطفت الأرض استحالت ماء، ومتى لطف الماء استحال هواء، ومتى لطف الهواء استحال ناراً. وجميع الكائنات في الأرض فهي متولدة من هذه الأربعة العناصر بتركبب بعضها ببعض وامتزاج بعضها في بعض، بالزيادة في الطبابع والنقصان. وجملة المتولدات في الأرض من هذه العناصر تحصرها ثلاثة أجناس: جماد ونبات وحيوان، فهذه جملة العالم السفلي، وهو عندهم حادث مركب مستحيل كائن فاسد على الدوام.
فأما العالم العلوي فإنه عندهم عبارة عن تسعة أفلاك، أعلاها الفلك المحيط المسمى بالأطلس، وهو فلك لا كوكب فيه ولذلك سموه أطلس، ذو نفس وروح وجسم، متحرك على الوسط حركةً دولابية من المغرب إلى المشرق، في كل يوم وليلة دورة واحدة؛ ويليه فلك الكواكب الثابتة وفيه جميع الكواكب ما عدا السبعة السيارة؛ ويليه فلك زحل وليس فيه غير كوكب زحل؛ ويليه فلك المشتري وليس فيه