للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٢٣ - وقيل في تسميته بدراً قولان: أحدهما أنه اشتق له من كونه يبدر بطلوعه غيبوبة الشمس، وقيل سمي بدراً لكماله وتمامه، وذلك يكون في أربع عشرة ليلة من الشهر، كما قالوا بدرة إذا بلغ المال نهاية العدد من الفضة، وهي عشرة الآف ووزنها من الدنانير؛ وقيل في تسميته أيضاً قمراً قولان: أحدهما أنه اشتق له ذلك من القمرة، وهو بياض تعلوه كُدْرَةٌ، وقيل لأنه يقمر النجوم ضياءها، لأنها لا تُرى في ظهوره وانارته كما ترى في مغيبه ونقصانه، ومن ذلك أخذت العرب القمار لأن لاعبه يتغير فمرة له ومرة عليه.

٢٢٤ - والفخت: ضوء القمر أول ما يظهر وبه سميت الفاختة لشبه لونها بذلك.

٢٢٥ - والعرب تسمي الشمس والقمر القمرين، فيغلبون القمر - والشمس أفضل منه - لعلّتين: احداهما التذكير والأخرى انهم أنسوا بالقمر لأنهم يجلسون فيه للسمر، ويهديهم السبل في سرى الليل في السفر، ويزيل عنهم وحشة الغاسق، وينم على المؤذي والطارق؛ وذلك كما قالوا في دولتي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فإنهم قالوا: دولتا العمرين فغلبوا اسم عمر رضي الله عنه، وإن كان أبو بكر رضي الله عنه أفصل، والسبب في ذلك طول مدة دولة عمر رضي الله عنه، وكثرة الفتوحات فيها وما تمهد فيها من قواعد الاسلام.

٢٢٦ - وقيل لأعرابي (١) الشمس أحسن أم القمر؟ فقال: القمر أحسن، والشمس أجهر، قيل: وكيف صار القمر أحسن، قال لأن العيون عليه أجسر.

٢٢٧ - وتقول العرب (٢) في ليالى القمر: سافروا في يمنة الليالي فإن انس القمر يذهب وحشة السفر.

٢٢٨ - ونام اعرابي (٣) عن جمله ففقده فلما طلع القمر وجده فرفع رأسه


(١) محاضرات الراغب: (٢: ٢٤١) .
(٢) محاضرات الراغب (٢: ٢٤١) .
(٣) انظر القصة في الغيث المسجم ٢: ١٥٦ وشبهها في محاضرات الراغب (٢: ٢٤١) ومن غاب عنه المطرب: ٥٩ وربيع الأبرار، الورقة: ١١/أ.

<<  <   >  >>