للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ناحتْ مطوقةٌ ببابِ الطاقِ ... فجري سوابقُ دمعيَ المُهَراقِ

حنَّتْ إلى أرضِ الحجازِ بحرقةٍ ... تُشْجي فؤادَ الهائم المشتاق

إن الحمائمَ لم تزلْ بحنينها ... قدماً تبكي أعينَ العشاق

كانتْ تفرّخُ في الأراك وربما ... كانت تفرخُ في فروع الساق

تَعِسَ الفراق وَجُذَّ حبلُ وتينِهِ ... وسقاه من سُمِّ الأوساد ساقي

ياوَيَحْهُ ما بالُهُ قمريةٌ ... لم تدرِ ما بغدادُ في الآفاق

فأتى الفراقُ بها العراقَ فأصبحتْ ... بعد الأراكِ تنوحُ في الأسواق

فشريتها لما سمعتُ حنينها ... وعلى الحمامة عُدْتُ بالإطلاق

بي مثلُ ما بكِ يا حمامةُ فاسألي ... من فكَّ أسرك أَنْ يحلَّ وثاقي ٣٢٧ - أبو تمام (١) :

أتصعصعتْ عبراتُ عينِكَ أن دَعَتْ ... (٢) ورقاءُ حين تصعصعَ الإظلامُ

لا تنشِجَنَّ لها فان بكاءها ... ضحكٌ وأن بكاءك استغرام

هنَّ الحَمامُ فإن كسرتَ عِيافَةً ... من حائِهنَّ فإنهنّ حِمام ٣٢٨ - ابن المعتز (٣) :

وبكيتُ من حَزَنٍ (٤) لنوحِ حمامةٍ ... دعتِ الهديلِ فظلَّ غيرَ مجيبها

ناحتْ ونُحْنَا غيرَ أنّ بكاءَنَا ... بعيوننا وبكاءَها بقلوبها ٣٢٩ - محمد بن يزيد بن مسلمة (٥) :

أشاقك برقٌ أم شَجَتْكَ حمامةٌ ... لها فَوْقَ أطراف الأراكِ رنيم (٦)

أَضافَ إليها الهمَّ فقدانُ آلفٍ ... وليلٌ يسدُّ الخافقين بهيم


(١) الزهرة: ٢٤٢ وديوان أبي تمام ٣: ١٥٢ والشريشي ١: ٣٩.
(٢) تصعصعت: تفرقت، ويروى: اتحدرت.
(٣) حماسة الخالديين ٢: ٣٢١ وحماسة ابن الشجري: ١٧٣ وديوانه: ١٢٥.
(٤) الديوان: جزع.
(٥) حماسة الخالديين ٢: ٣١٩ والحماسة البصرية ٢: ١٥٠ وانظر التعريف بن يزيد بن مسلمة في معجم المرزباني: ٣٥٥ وهو شاعر عباسي كان ينزل حصن مسملة بديار مضر، وعاش في عصر المأمون وله في مدائح.
(٦) ح الخالديين: نثيم.

<<  <   >  >>