للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أواجدةٌ وجدي حمائمُ أَيكةٍ ... تميلُ بها ميلَ النزيف غصونُها

نشاوى وما مالَتْ بخمرٍ رقابُهَا ... بواكٍ وما فاضتْ بدمع عيونها

أفيقي حمامات اللوى إنّ عندنا ... لِشَجْوِكَ أَمثالاً يعودُ حنينها

وكلُّ غريبِ الدارِ يدعو همومَهُ ... غرائبَ محسوداً عليها شجونها ٣٣٧ - الحصري (١) :

يا هل بكيتَ كما بَكَتْ ... وُرْقُ الحمائمِ في الغصونِ

هتفتْ سُحَيْراً والربى ... للقطرِ رافعةُ العيونِ

فكأنَّما صاغَتْ على ... شجوي شجى تلك اللحون

ذكَّرنني عهداً مضى ... للأُنْسِ منقطعَ القرين

فتصرَّمَتْ أيَّامُهُ ... وكأنها رَجْعُ الجفون ٣٣٨ - قال عوف بن محلم الشيباني (٢) : عاد عبد الله بن طاهر إلى خراسان فدخلنا الريّ في السحر، فإذا قمرية تغرد، فقال عبد الله بن طاهر: أَحسنَ أبو كبير حيث يقول:

ألا يا حمامَ الأَيْكِ إلفكَ حاضرٌ ... وغصنُكَ ميّادُ ففيمَ تنوحُ ثم قال: يا عوف أجِزْ فقلت: أعزك الله، شيخ غريب حملته على البديهة، ولا سيما في معارضة أبي كبير، ثم قلت:

أفي كلِّ عامٍ غربةٌ ونزوحُ ... أما للنوى من أَوْبَةٍ فتريحُ

لقد طلَّحَ البينُ المشتُّ أَحبتى ... فهل أَرَيَنَّ البينَ وهو طليح

وأرقَّني بالريِّ صوتُ حمامةٍ ... فنحتُ وذو الشَّجْوِ الحزينُ ينوح

على أنها ناحت ولم تُذْرِ دمعة ... وَنُحْتُ وأسرابُ الدموعِ سفوح

وناحت وفرخاها بحيثُ تراهما ... ومن دونِ أفراخي مهامهُ فيح

عسى جودُ عبدِ الله أن يعكسَ النوى ... فنلقي عصا التطوافِ وهي طريح

فإن الغنى يُدْنِي الفتى من صديقِهِ ... وَبُعْدُ الغنى للمقترين طروح


(١) هو أبو إسحاق بن علي بن تميم الحصري صاحب زهر الآداب، انظر ترجمته في ابن خلكان، ومعجم الأدباء ٢: ٩٤ والمسالك ١١: ٣٠٩ وعنوان الأريب ١: ٤٣ والذخيرة ٤/ ٢: ٥٨٤.
(٢) انظر طبقات ابن المعتز: ١٨٧ ومعجم الأدباء ١٦: ١٣٩ والفوات ٣: ١٦٣ والحماسة البصرية ٢: ١٥٣ والفقرة: ٣١٨ فيما تقدم.

<<  <   >  >>