للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٤٧ - الصابي (١) :

وهنديةِ الأَوطانِ زنجيّةِ الخلقْ ... ومسودةِ الأَلوانِ محمّرةِ الحَدَقْ

كأن بها حزناً وقد لبست له ... حداداً وأذرت من مدامعها عَلَقْ

تصيفُ إلينا ثم تشتو بأرضها ... وفي كلِّ عامٍ نلتقي ثم نفترق ٣٤٨ - أبو الشيص في الهدهد (٢) :

لا تأمِنَنَّ على سرّي وَسِرِّكمُ ... غيري وغيرَكِ أو طيَّ القراطيسِ

أو طائراً ساجليه وابعثيه لنا ... ما زال صاحبَ تبيينٍ وتأسيس

سودٌ ترائبه ميلٌ ذوائبه ... صفرٌ حماليقُهُ في الحبر مغموس

وكان همَّ سليمانٌ ليذبَحَهُ ... لولا سياسَتُهُ في مُلْكِ بلقيس ٣٤٩ - روى ابن عباس أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: من الدوابّ أربع لا يقتلن: النحلة والنملة والصرد والهدهد.

٣٥٠ - ومن أعاجيب الخفاش (٣) أنه طائر، وهو مع أنه طائر من عرض الطير، شديد الطيران كثير التكفي في الهواء سريع التقلب فيه، ولا يجوز أن يكون طعمه إلا من البعوض وقوتُهُ إلا من الفراش وأشباه الفراش، ثم لا يصيده إلا في وقت طيرانه في الهواء في وقت سلطانه، لأن البعوض إنما يتسلط بالليل فلا يجوز أن يبلغ ذلك إلا بسرعة اختطاف واختلاس، وشدة طيران ولين اعطاف، وحسن تأت ورفق بالصيد. وهو ليس بذي ريش وإنما هو لحم وجلد، وطيرانه بلا ريش عجب.

ومن أعاجيبه (٤) أنه لا يطير في نور ولا ظلمة، وهو قليل شعاع العين، ولذلك لا يظهر في الظلمة لأنها تكون غامرة لضياء بصره، غالبة لمقدار شعاع ناظرة، ولا يظهر نهارا لأن ضعف ناظرة يلمع في شدة بياض النهار، ولأن الشيء المتلألئ ضارّ لعيون من يوصف بحدَّة البصر، ولأن شعاع الشمس لمخالفة مخرج أصوله ومذاهبه يكون


(١) اليتيمة ٢: ٢٦٨ ونهاية الأرب ١٠: ٢٤٠.
(٢) الحيوان ٣: ٥١٨ وشرح المختار: ١٥٧ والحماسة البصرية ٢: ٣٤١ وعيون الأخبار ١: ٤١ ونهاية الأرب ١٠: ٢٤٨ والديوان: ٦٩.
(٣) النقل عن الحيوان ٣: ٥٢٦.
(٤) الحيوان ٣: ٥٢٧.

<<  <   >  >>