للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقدم ديكا عُدْمُلِياً مُلدَّحاً ... مبرنس أثيابٍ مؤذن مسجد

يحدّثنا عن قوم هود وصالحٍ ... وأغرب من لاقاه عمروُ بن مرثد

وقال لقد سبَّحْتُ دهراً مهلّلاً ... وأسهرت بالتأذين أعين هُجَّد

أيُذْبَحُ بين المسلمين مؤذّنٌ ... مقيمٌ على دينِ النبي محمد

فقلتُ له يا ديكُ إنَّكَ صادقٌ ... وإنك فيما قلتَ غيرُ مفند

ولا ذنبَ للأضيافِ إن نالك الردى ... فإن المنايا للديوكِ بمرصد ٣٦٥ - العسكري (١) :

مُتَوَّجٌ (٢) بعقيقٍ ... مفرطٌ باللجينِ

يزهى بتاجٍ وطوقٍ ... (٣) كأنه ذو رُعَينِ ٣٦٦ - ابن معمعة الحمصي:

يا ابنَ أقيالِ وائلٍ والكرامِ الصِّي ... دِ من تغلبِ قرومِ القرومِ

والأميرِ الذي عليه أمارا ... تُ المعالي في حادثِ وقديم

قد مدَحتُ الأميرَ بالأمس منثو ... راً وجئتُ الغداةَ بالمنظوم

فاستمعْ قصتي وفرج بإحسا ... نِكَ ما بي من طارقاتِ الهموم

ليَ ديكٌ حَضَنْتُهُ وهو في البي ... ضةِ من منصبٍ كريمِ الخيم

ثم رَبَّيتُهُ كتربية الطف ... لِ رضيعاً وعند حالِ الفطيم

يأكلُ العفوَ كيف ما شاء من ما ... لي أكل الولي مالَ اليتيم

هو عندي بصورةِ الولدِ البِرِّ ... وفي صورةِ الصديقِ الحميم

أبيضُ اللونِ أَفْرَقُ العُرْفِ نظّا ... رٌ بعينٍ كأنَّها عينُ ريم

وعلى نَحْرِهِ وشاحان مِنْ شَذْ ... ر بديعٍ ولؤلؤٍ منظوم

رافعٌ رايةً من الذَّنَبِ المش ... رفِ يَسْعَى بها كسعي الظليم

وإذا ما مشى تبختر مَشْيَ الطَّ ... رِبِ المنتشي من الخرطوم

وَسَمَ الأرضَ وَسْمَ طينِ كتابٍ ... بخواتيم كاتبٍ مختوم

وله خنجرانِ في قَصَبِ الساقي ... ن قد رُكِّبا لحفظِ الحريم


(١) ديوان المعاني ٢: ١٣٧ ونهاية الأرب ١٠: ٢٢٨ ومجموع شعره: ١٦٣.
(٢) ص: بالعقيق.
(٣) ص: نور عين.

<<  <   >  >>