كلمعةِ البرقِ اليما ... نيِّ إذا البرقُ لمع
أو سلَّةِ السيفِ انتضى ... سلَّته القينُ الصنع
ثم تنمى صاعداً ... ذا جَلَحٍ بادي الصلع
في نقبة ينسجها ... بيضاء ما فيها لمع
فراح شكّ العين إذ ... جاد البلاد واتسع
وانهزمت خيل الدجى ... تركض من غير فزع
والضوء في عراصها ... يخب طوراً ويضع
فقلت إذ طار الكرى ... عن العيون فانقشع
لمائد في رحله ... نشوان من غير جُرع
ليس المذكّى سنُّه ... في الصبر كالغمر الضرع ٤٩١ - وقال أيضاً:
ياليلُ مالك صُبْحٌ ... يرتاحُ فيه العميدُ
طال انتظاري لِبُلْقٍ ... تنجابُ عنهنَّ سود
فباتَ همي قريني ... كأنّني مورود
أرعى النجومَ فمنها ... غوارب وركود
وسانحٌ وبريحٌ ... وذابحٌ وقعيد
أقولُ للدَّلْوِ صوبي ... حتَّامَ هذا الصعود
ما ترقبين وسعدٌ ... قد شَرَّدَتْهُ السعود
وقبل ذاك نعامٌ ... مولَّهٌ مطرود
للقوسِ في كفِّ رامٍ ... سهمٌ إليها سديد
مررن شفعاً وَوِتراً ... كما تمرُّ الوفود
وانقضَّ منهنَّ نَسْرٌ ... للأُخرياتِ طرود
كأنه حين أهوى ... لهن بازٍ صيود
ومرَّ آخرُ يهوي ... فقلتُ أين تريد
ميامناً لغؤور ... والغورُ منه بعيد
فالفرقدانِ سميرا ... يَ والعيونُ هجود