للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأن رسولَ الصُّبح يَخْلِطُ في الدَجى ... شجاعةَ مقدامٍ بجبنِ (١) هيوب

كأن اخضرارَ الجوِّ صَرْحٌ ممرَّدٌ ... وفيه لآلِ لم تُشَنْ بثقوب

كأنَّ سوادَ الليلِ في ضوء صبحِهِ ... سوادُ شبابٍ في بياضِ مشيب

كأن نذير الشمسِ يحكي ببشرِهِ ... علي بن هرونٍ (٢) أخي ونسيبى ٤٩٨ - التهامي (٣) :

وللمجرَّةِ فوق الأفقِ (٤) مُعْتَرَكٌ ... كأنها حَبَبٌ يطفو على نَهَرِ

وللثريا ركودٌ فوق أرحلنا ... كأنها قطعة من جلدةِ النمر

كأنّ أنجمه والصبحُ يُغْمِضُها ... قسراً عيونٌ غَفَتْ من شدَّة السهر

فروَّع (٥) السرب لما ابتلَّ أكرعه ... في جدول من خليج الفجر منفجر

ولو قدرتُ وَثَوْبُ الليلِ مُنْخَرِقٌ ... بالصبحِ رَقَّعْتُهُ منهنَّ بالشعر ٤٩٩ - الشريف الموسوي ابن دفتر خوان:

كأنَّ بروقَ الجو في حَجَراته ... سلاسلُ تبرٍ قُطِّعَتْ من سلاسلِ

كأن النجومَ الزهر لاحتْ بأفقها ... نواهدُ من نسجِ الضحى في غلائل

كأن التي حول المجرَّةِ أينقٌ ... أقامَ بها الحادون حولَ مناهل

كأن الثريا ظبيةٌ نَصَبَتْ لها ... يدٌ أنجمَ الجوزاء شبهَ حبائل

كأن نجومَ الرَّجْمِ خيلٌ تقابَلَتْ ... فوارسها، والشهبُ مثل العوامل

كأن شبابَ الليلِ وافاه شَيْبُهُ ... فأَسفرَ عن حَقٍّ يشابُ بباطل

كأن الصباحَ صارمٌ سلَّهُ الدجى ... من البرقِ لم تلمسهُ أيدى الصياقل ٥٠٠ - وله:

ولاحتْ بأرجاءِ السماءِ كواكبٌ ... كما جُرَّ للحرب العوانِ جحافلُ

وكرَّتْ بها شُهْبٌ على الدُّهْم، والدجى ... لها حومةٌ في الكرِّ، وهي عوامل

وقد لمعتْ فيها النجومُ كأَنها ... من الروم في روضٍ جوارٍ مطافل


(١) الذخيرة: بجري.
(٢) الذخيرة: علي بن داود.
(٣) ديوان التهامي: ٤٢ والشريشي ٢: ٣٠٤ (بولاق) .
(٤) ص: الأرض معترض.
(٥) الديوان: الشرب.

<<  <   >  >>