للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خمس أواقي، تدق وتنخل وتعجن بشراب ريحاني، وتقرّص زنة مثقال القرص.

وقال ابن وحشية في أبواب زحل: ينبغي أن يضاف إلى بخورها كلها البرشاوشان، وفي أبواب عطارد: لا بد من شعر الناس وليكن أقل الأجزاء، وفي أبواب المريخ: شعر القرد وليكن أقلّ الأجزاء، وفي أبواب القمر: اليبروح، وفي أبواب الشمس: العود.

واعلم أن جميع هذه البخورات المذكورة على اختلافها صحيحة، وإنما الاختلاف فيها بحسب اختلاف الأغراض المقصودة بأعمالها، وكذلك أيضاً يختلف ما لكل كوكب منها من القرابين والدعوات والأسماء وفصوص الخواتيم ونقوش الفصوص مما يخص كل كوكب منها ويضاف إليه، وقد يختلف ذلك أيضاً بحسب اختلاف الأغراض المطلوبة والمقاصد المرادة بها.

٣٠ - النوع الثلاثون: في قول كلي في دلالات هذه الكواكب السبعة، بالانفراد والاجتماع:

قال أبو معشر في " أسرار النجوم ": المريخ إذا انفرد بطبعه وخلا من كل اتصال ونظر وممازجة ومشاركة لم يدن على شيء من الخير بتة، وربما دلّ على لبوة أو نمر أو على نار لا ينتفع بها ويتأذى بريحها وشررها، وربما دلّ على حرق أو قتل كبير. وزحل إذا انفرد بدلالته دون نظر أو ممازجة أو غير ذلك لم يدل على شيء من الخير، ولكن يدل على براري مقفرة لا أنيس بها، وعلى سروب منتنة هائلة في حال أخرى، وعلى جبال صعبة جرد لا نبات بها في حال أخرى، وعلى آبار مظلمة طوالٍ لا ماء فيها في حال أخرى.

قال شاذان، قلت لأبي معشر: قد ذكر قوم من أهل هذه الصناعة أنه يدل على معادن الحديد والشجر الطوال العادية، قال: كل ذلك بممازجات تقع فيه، أما الحديد فبنظر المريخ إليه نظر مودة، وعطارد والمشتري نظر تربيع أو مقابلة، وأما الشجر الطوال العادي فهو أن يكون في الجوزاء أو في الميزان وتنظر إليه الزهرة وعطارد، وليس عن مودة، فيصير نظر السعود من غير مودة منفعةً، لأن السعود إذا نظرت من مودة عملت الخير وسهلته، وإذا نظرت من عداوة حللت الشر وجعلته إلى الخير في مدة بطيئة فيها مشقَّةٌ وتعبٌ ومؤنة.

٥٨٠ - القول فى اجتماع الكواكب السبعة وافتراقها:

قال أبو معشر: اجتماع الكواكب ممكن، وما رأيته قط، ولا بلغني أن أحداً

<<  <   >  >>