للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العرب - والسرطان والأسد والسنبلة - وتسميها المنجمون العذراء - والميزان والعقرب - وتسميه العرب الصورة - والقوس - وتسميها المنجمون الرامي - والجدي والدلو والحوت - وهو السمكة.

ولم تسمّ البروج بهذه الأسماء لأن كواكبها مشابهة في الصورة للأسماء المسماة بها، كما يظن كثير من العوام وأشباه العوام، وإن كنا نرى العقرب صورةً للعقرب، والجوزاء صورة إنسان، ولو كان ذلك لم يسمّ باقي البروج بأسماء صور غير موجودة فيها؛ على أن هذه الصور أيضاً غير ثابتة في أماكنها بل هي منتقلة على تأليف كوابها نقلةً خفية يعلمها أهل القياس والرصد جميعاً علمَ مشاهدة واضطرار، وتخفى على العوام وأشباههم، فهي بتنقلها تخرج من برج إلى برج، وأسماء البروج غير زائلة عنها، وإن زال نظم الكواكب. ومن الدليل الظاهر أيضاً على ذلك أن الذراع والنثرة والطرف والجبهة والزبرة والصرفة والعواء والسماك منسوبة كلها إلى أعضاء الأسد، وهي ثمانية منازل، وإنما البرج منزلان وثلث، فأنت تجد - على هذا - الأسد متفرقاً في أكثر من ثلاثة أبراج، وكذلك في العقرب وغيره من المنازل إذا استقريته وجدته على ما وصفت، واسم البرج في لغة العرب مشتق من البروج، وهو الظهور، ومنه برج البناء، وتبرج المرأة وهو تعرضها لأن تظهرَ وتُرىَ.

٥٨٨ - المنازل: وتسمى نجوم الأخذ:

قال الله عز وجل: (والقمر قدرناه منازل) وهي ثمانية وعشرون منزلة بلا خلاف، وتسمى نجوم الأخذ كان منها ما هو نجم واحد، وكان منها ما هو أكثر، وقد قيل للثريا " نجم " - اسم علم - وهي ستة كواكب، والنجم وإن كان اسماً علماً للثريا وقد شهرت به، فقد يقولون: هذا نجم الثريا، إذا جعلوه اسماً لجماعة كواكبها، ويقولون: هذه نجوم الثريا، إذا جعلوا كل كوكب منها نجماً. وسميت نجوم الأخذ لأخذ القمر (١) كل ليلة في منزل منها، وقيل: الأخذ: نزول القمر كل ليلة منزلاً من منازله يقال أخذ القمر نجم كذا وكذا، إذا نزل به، وقيل: نجوم الأخذ النيازك، وهي التي رُمي بها مسترق السمع لأنها تأخذه، والعمل على القول الأول. وأول المنازل:

١ - الشرطان (٢) : واحدها شَرَط. وشرط - بالإسكان - أيضاً، وهما كوكبان


(١) ص: لأخذه.
(٢) الأزمنة ١: ١٨٧ والأنواء: ١٧.

<<  <   >  >>