ولكل برج من هذه البروج رقيب من البروج، ولكل منزل رقيب من المنازل فرقيب كل برج من البروج السابع، ورقيب كل منزل المنزل الخامس عشر، ومعنى الرقيب الذي في غروبه طلوع الآخر، وهو مأخوذ من المراقبة، كأنه يراقب بالطلوع غروب صاحبه؛ قال الشاعر:
أحقاً عبادَ الله أنْ لستُ آتياً ... بثينةَ أو يلقى الثريا رقيبُهَا والمعنى لست لاقيها أبداً لأن هذا لا يكون، وكيف يلتقيان وأحدهما إذا كان في المغرب كان الآخر في المشرق.
٥٩٠ - ذكر حلول الشمس في البرج والفصول:
الشمس تحل برأس الحمل لعشرين ليلة تخلو من آذار، وعند ذلك يعتدل الليل
والنهار، ويسمى الاستواء الربيعي؛ ثم لا يزال النهار زائداً والليل ناقصاً إلى أن يمضي من حزيران اثنان وعشرون يوماً، وذلك أربع وستون ليلة، فعند ذلك ينتهي طول النهار وقصر الليل، ويتصرم ربع الربيع ويدخل الربع الذي يليه، وهو الصيف، وذلك بحلول الشمس برأس السرطان، ويبتدئ الليل بالزيادة والنهار بالنقصان إلى ثلاثة وعشرين ليلة تخلو من أيلول، وذلك ثلاث وتسعون ليلة، وعند ذلك يعتدل الليل والنهار ثانية، ويسمى الاعتدال الخريفي. ويتصرم ربع الصيف ويدخل ربع الخريف، وذلك بحلول الشمس برأس الميزان، ويأخذ الليل في الزيادة والنهار في النقصان إلى أن يمضي من كانون الأول إحدى وعشرون ليلة، وذلك تسع وثمانون ليلة، فعند ذلك ينتهي طول الليل وقصر النهار، وينصرم فصل الخريف ويدخل فصل الشتاء، ويبتدئ النهار في الزيادة، وذلك بحلول الشمس برأس الجدي إلى مسيرها إلى رأس الحمل، وذلك تسع وثمانون ليلة وربع، فعندها ينصرم فصل الشتاء ويدخل الربيع، فعلى هذا دور الزمان. قال: وللناس في ذلك خلاف، وإنما ذكرنا هاهنا ما عليه الجمهور من مذاهب العرب.
٥٩١ - ذكر الشمس والقمر والنجوم المتحيرة (١) :
١ - الشمس: الشرق: الشمس، يقال: آتيك كل يوم طلع شرقه، يريد بذلك شمسه، ويقال طلع الشرق، ولا يقال غاب الشرق، والغزالة من أسماء الشمس عند الطلوع أيضاً، يقال طلعت الغزالة، ولا يقال غابت الغزالة. والجونة: الشمس وذلك لأنها تسود عند المغيب، يقال لا آتيك حتى تغيب الجونة، ولا يقال حتى تطلع الجونة. والجون من الأضداد يكون للأبيض والأسود. ومن أسماء الشمس الاهة، قال